رحابي: بوتفليقة استقوى بالخارج وما قاله تبرير لاستعمال العنف ضد أنصار بن فليس
ملاح: بوتفليقة حامي الدستور والواجب يحتم عليه الحفاظ على استقرار البلاد
اتهم الرئيس المترشح، عبد العزيز بوتفيلقة، خلال لقائه بوزير الخارجية الإسباني في جلسة رسمية، منافسه في السباق نحو قصر المرادية علي بن فليس بممارسة الإرهاب على المباشر.
وأوضح بوتفليقة أن الحملة الانتخابية صعبة جدا وتهديدات طالت أنصاره وممثليه في التجمعات الشعبية، وقال "هناك دعوات للعنف وسلوكات غير ديمقراطية"، وأضاف "لاحظنا أن الأمر كان جد صعب، هل تعتقدون أنها كانت شديدة"؟ مسائلا المسؤول الإسباني.
ولمّا رد الوزير الإسباني على بوتفليقة بالقول أن "اسبانيا لم تلاحظ أن الحملة الانتخابية كانت متوترة"، قال بوتفليقة "عندما يأتي مترشح ويهدد الولاة ورؤساء الدوائر ويدعوهم لمراقبة أطفالهم وعائلاتهم بعد الانتخابات الرئاسية في حال كان هناك تزوير، ما معنى ذلك؟ أليس هو إرهاب عبر التلفزيون؟"،
ودافع كاتب الدولة السابق للشباب وعضو المديرية الوطنية لحملة بوتفليقة، بلقاسم ملاح، عن خرجة الرئيس، وأكد أن ما قام به بوتفيلقة ليس تحت قبعة المترشح وإنما باعتباره رئيسا للجمهورية، وهو المسؤول الأول على تنظيم الانتخابات، وحديثه مع وزير الخارجية الإسباني لإعلان رفضه لتخويف وترهيب الشعب الجزائري عشية أداء واجبه الانتخابي، مضيفا أن الرئيس أراد أن يمرر رسالة مفادها "اتركوا الصندوق يفصل في الأمر ويقول كلمته يوم 17".
وأضاف المتحدث أن "الرئيس حامي الدستور والواجب يحتم عليه الحفاظ على استقرار البلاد"، نافيا أن يكون ذلك تبرير من الرئيس لما بعد 17 أفريل" في إشارة منه إلى ما يشاع حول استعمال العنف ضد جماعة بن فليس في حال خروجهم إلى الشارع للتنديد بنتائج الانتخابات.
ورفض ملاح أن تكون خرجة بوتفليقة دليلا على تخوفه من منافسه "القوي" علي بن فليس في رئاسيات الخميس القادم، وقال "الرئيس ليس متخوفا من الصندوق، فكل الأحزاب المساندة له كبيرة"، مستدلا بعدد التوقيعات التي تم جمعها لصالح ترشيح الرئيس بوتفيلقة لفترة رئاسية رابعة والبالغة 4 ملايين توقيع للمواطنين و18 ألفا للناخبين.
من جهته عبر الدبلوماسي عبد العزيز رحابي عن صدمته من خرجة الرئيس بوتفليقة، التي وصفها بالسابقة في تاريخ الدبلوماسية الجزائرية، لاسيما وأنها جاءت أمام "ضيف أجنبي"، متهما الرئيس وجماعته بالاستقواء بالأجانب، مبرزا أن بوتفيلقة أراد من خلال خرجته تلك "إما تبرير انهزامه أو التزوير المبرمج، وإما تبرير استعمال العنف لإخماد صوت الجزائريين".
وأضاف رحابي أن رئيس الجمهورية أشهد الأجنبي على "سوء" سير المسار الانتخابي للبلاد، وهو ما يعتبر في اللغة الدبلوماسية بالخطيئة الكبرى، حيث تجري العادة والتقليد بأن "يطمئن" رئيس الجمهورية الأجانب على الظروف التي تجري فيها الانتخابات، مبرزا التناقض الحاصل بين خرجة بوتفليقة ووزير الخارجية رمطان لعمامرة حين سئل حول ما إذا تناول موضوع الرئاسيات مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، حيث رد بالنفي، واعتبر أن الرئاسيات شأن داخلي ومسألة سيادية!
ويرى المتحدث أن جماعة بوتفليقة يخوفون الناس في تجمعاتهم، ودولوا القضية في بيان خطير، والرئيس دول القضية بصفة رسمية، مبرزا أن الخطورة ليست في كون التصريحات أدلى بها الرئيس لوزير خارجية دولة أجنبية، وإنما الخطر يكمن في أنها جاءت أمام عدسات الكاميرات وشاهدها العالم بأكمه.